مراجعة مسلسل قيامة أرطغرل.. نظرة على التاريخ الإسلامي بعيون تركية
 |
| © Tekden Film |
استطاعت الدراما التركية في بداية القرن الحادي والعشرون ومع ازدياد عدد القنوات الفضائية التي يتابعها المشاهد العربي أن تحقق لنفسها شعبية لا يستهان بها أبدًا، فاحتلت بتلك الشعبية مساحة كبيرة بين ما يشاهده المتلقي العربي، مما شجع الكثير على القيام بدبلجة عدد كبير من الأعمال التركية للغة العربية لترتفع بذلك نسب المشاهدة بدرجة كبيرة.
وقد كان نجاح الدراما التركية قائمًا في البداية على اختيار الموضوعات الرومانسية التي تناولت قصص الحب لأبطال تم اختيارهم ذو وسامة شديدة، فقابلنا أولًا يحيى ولميس ثم مهند وسمر، بعدهم جودت وسيلا و غيرهم الكثير.
ولكن أن يحقق مسلسل "قيامة أرطغرل" التاريخي كل تلك الضجة الهائلة، كاسرًا بذلك القاعدة التي ذكرنها سلفًا واعتبرت لفترة طويلة هي الأساس الأقوى وربما الأوحد لنجاح الدراما التركية في الوطن العربي، يعد ذلك أمرًا يستحق أن نتناوله بنظرة أكثر شمولًا لنتعرف معًا على أسباب تلك الشعبية الكبيرة وذلك النجاح الساحق.
ولكن أن يحقق مسلسل "قيامة أرطغرل" التاريخي كل تلك الضجة الهائلة، كاسرًا بذلك القاعدة التي ذكرنها سلفًا واعتبرت لفترة طويلة هي الأساس الأقوى وربما الأوحد لنجاح الدراما التركية في الوطن العربي، يعد ذلك أمرًا يستحق أن نتناوله بنظرة أكثر شمولًا لنتعرف معًا على أسباب تلك الشعبية الكبيرة وذلك النجاح الساحق.
Advertisements
من هو أرطغرل؟
 |
| © Tekden Film |
صية هامة ولها تاريخ كبير يُحتفى به، فأرطغرل هو إبن سليمان شاه ووالد عثمان الأول الذي أسس الدولة العثمانية التي استمرت وتوسعت لفترة طويلة وصلت لأربعة قرون تقريبًا.
بارقة الأمل بعد الكثير والكثير من اليأس
يرجع بنا المسلسل إلى القرن الثالث عشر، حيث كانت الحروب والصراعات على أشدها، فقد قاتل الصليبين والمغول المسلمين بهدف الاستيلاء على الأرض، وهنا عانى المسلمون أشد معاناة بسبب ضعف الخلافة العباسية في ذلك الوقت، إلى أن ظهر "أرطغرل" البطل المنتظر الذي استطاع توفير مكان يصلح كنواة بداية مناسبة لاستقرار الدولة مرةً أخرى.
يعرض لنا مسلسل "قيامة أرطغرل" تلك البداية الجديدة للدولة الإسلامية، حيث سنتعرف معًا على الكيفية والطريقة التي واجهت بها دولة أرطغرل الجديدة العديد من الصعوبات سواء تلك الصعوبات الناتجة عن التغيرات الطبيعية بسبب اختلاف المكان أو تلك الناتجة عن التغيرات السياسية الكبيرة، كما سنتعرّف أيضًا على المكائد التي لا تنتهي والتي تعرض لها أرطغرل ودولته في ذلك الوقت.
يعرض لنا مسلسل "قيامة أرطغرل" تلك البداية الجديدة للدولة الإسلامية، حيث سنتعرف معًا على الكيفية والطريقة التي واجهت بها دولة أرطغرل الجديدة العديد من الصعوبات سواء تلك الصعوبات الناتجة عن التغيرات الطبيعية بسبب اختلاف المكان أو تلك الناتجة عن التغيرات السياسية الكبيرة، كما سنتعرّف أيضًا على المكائد التي لا تنتهي والتي تعرض لها أرطغرل ودولته في ذلك الوقت.
Advertisements
ربما لم يكن أرطغرل خارقًا ولكنه كان بطلًا
أكثر ما أعجبني هنا هو ظهور شخصية أرطغرل بشكل إنساني وواقعي جدًا بلا إضافات غير منطقية تمنح أرطغرل قدرات وهمية أسطورية خارقة، مما أعطى العمل في النهاية قدرًا من المصداقية اللازمة لنجاح أي المسلسل، فأرطغرل هنا إنسان قبل أي شيء أخر، يخطىء ويندفع، ويواجه الرفض ربما أكثر من القبول من أقرب الناس إليه.
دعنا لا ننسى أهمية العنصر النسائي
 |
| © Tekden Film |
تأتي دائمًا الأعمال التي تتناول الحروب والصراعات في مرتبة أقل تفضيلًا لدى النساء، يرجع ذلك لكون تلك الأعمال تقوم في معظم الأحوال بتجاهل وتهميش الدور النسائي، لتضع كامل التركيز على الرجال المحاربين، ولكننا هنا نقابل أحد الأعمال التاريخية التي استطاعت النجاة من ذلك الفخ.
فقد ظهرت لنا هنا من خلال أحداث المسلسل المشوقة، أهمية المرأة والدور الذي لعبته في الحياة السياسية في تلك الفترة الحرجة، حيث سنتعرف هنا على العديد من الشخصيات النسائية الرائعة التي لا يقل دورهن أو أهميتهن عن المحاربين الرجال، وأخص هنا بالذكر والدة أرطغرال تلك السيدة العظيمة التي تمكنت من تحقيق الموازنة بين كونها الأم والزوجة التي تقوم برعاية أسرتها، وبين كونها محاربة بارعة مستعدة دائمًا للقتال وجاهزة للدفاع عن نفسها في أي وقت، هذا بالإضافة إلى تزعمها للقبيلة بعد موت "سليمان شاه" والد أرطغرال .
القليل من الرومانسية لا يضر
 |
| © Tekden Film |
سبق وأشرنا للرومانسية المفرطة المجسدة بقوة في معظم الأعمال التركية، إلا أننا هنا نتعرف على وجه آخر محبب جدًا من أوجه الرومانسية، حيث جاءت هنا كإضافة راقية أضفت على العمل لمحات مؤثرة وقوية، كما أضافت له قطاع جديد من المشاهدين، فمن منّا لا يحب مشاهدة الحبيب الذي يتعرض للأهوال ويتحدى بغرض إنقاذ حبيبته.
Advertisements
خلطة فنية متكاملة العناصر
بالإضافة للقصة الشيقة التي تعرّفنا فيما سبق على خطوطها الرئيسية، نستطيع أن نقول أن مسلسل "قيامة أرطغرل" خرج للمشاهد بصورة رائعة بسبب الأداء التمثيلي الرائع لكل شخصيات العمل، والحوار المكتوب بعناية شديدة، أما الموسيقى التصويرية فقد جاءت مناسبة ومتوافقة تمامًا مع الفترة الزمنية المعروضة، كما جاءت الديكورات أيضًا متقنة التنفيذ وحقيقية جدًا، يرجع ذلك كله في النهاية إلى ميزانية الإنتاج الضخمة التي سمحت لكل شيء بالظهور بصورة فائقة الجودة.
نقاط الضعف!
بالرغم من كل ما سبق وذكرناه من مميزات أدت إلى نجاح المسلسل وتزايد شعبيته بشكل كبير في الوطن العربي، إلا أنه كأي عمل ضخم وطويل لا يخلو من بعض نقاط الضعف التي تمثلت فيما يلي:
- مقدمة المسلسل التي وضعت كامل التركيز على دور النساء في حياة السلطان.
- التطويل الشديد غير المبرر في النهاية الذي أدى لبعض الملل.
- وأخيرًا فبالرغم من كون المسلسل يحكي لنا قصة حقيقية في الأساس، إلا أن هناك جزء لا يستهان به من الأحداث يعد من نسج خيال المؤلف ولا مرجعية له.
في النهاية وبالرغم من تلك النقاط، لا نستطيع إلا أن نقول أن مسلسل "قيامة أرطغرل" يعد واحدًا من الأعمال الهامة التي عرضت تاريخنا الإسلامي بشكل لائق وجميل، كما أنه أوضح أهمية ودور الدراما في توثيق الأحداث التاريخية الهامة وتوصيلها للأجيال التالية، خاصة مع عدم اهتمام الكم الأعظم بالقراءة في التاريخ بشكلٍ كافٍ.
تم دبلجة مسلسل "قيامة أرطغرال" وعرضه لجمهور الوطن العربي في نهاية عام 2014. المسلسل من بطولة إنجين ألتان، إسراء بيلقيتش، هوليا دارجان، السناريو والحوار لـ محمد بوزداغ، الموسيقى التصويرية لـ آلباي غوكتكين، والإخراج لـ متين قوناي.
