لماذا يعتبر المخرج هو أساس نجاح أو فشل الفيلم؟
© NFTS. All Rights Reserved. |
بعبارة أخرى، المخرج هو المبدع الرئيسي للفيلم، وهو الذي يقود المشاهد ليحصل على أقصى متعة، والأهم أنه يروي القصة من وجهة نظر معينة اختارها بنفسه.
البداية من المسرح
لذلك، وبعد اجتياز فترة صناعة الأفلام الأولى التي كان فيها صانع الأفلام أقرب للتقني الذي يفهم في التصوير بالكاميرا المستحدثة، نجد أن مخرجي الأفلام اكتسبوا صفات مخرجي المسرحيات، مثل إخبار الممثلين كيف يؤدون مشهدًا معينًا، أو تنظيم المشهد وترتيبه من الأساس، وإيجاد الحالة المزاجية التي يجب أن تُنقل للمشاهد، كالمليودراما أو الكوميديا أو الإثارة، والتي تحولت بعد ذلك لتصبح أنواعا سينمائية.
في ذلك الوقت كان المخرج -كذلك- هو الذي يكتب السيناريو العام للفيلم، ويحدد شكل الديكور والأزياء ويختار الممثلين.
تطور مهام المخرج
فعلى سبيل المثال، هو مسؤول عن التصوير، لكنه لا يصور بنفسه، بل يوجه مدير التصوير لما يتعلق بالإضاءة، وتحديد الأماكن التي ستصور، وزاوية وضع الكاميرا، مما يؤثر في النهاية على شكل وطابع الفيلم العام.
كما أنه لا يقوم بالمونتاج بنفسه، بل يختار أماكن قطعات المونتاج، وطول اللقطات المستخدمة، مما يؤثر على إيقاع الفيلم، سواء أكان سريعا أم بطيئا، ويسهم في تطوير الشخصيات مع كاتب السيناريو والقصة والحبكة.
الصراع الأزلي بين المخرج والإنتاج
© Warner Bros. Entertainment/Legendary Pictures Funding/DC Comics. All Rights Reserved. |
وبعد انتقال السينما إلى هوليود وقيام الأستوديوهات الخمسة الكبرى فيها في فترة الثلاثينيات (باراماونت، ووارنر بروس، ومترو غولدن ماير وروكو وتوينتيث سينشري فوكس) وصناعة الأفلام بأعداد كبيرة بطريقة تشبه خطوط تصنيع المنتجات؛ لم يعد هناك مجال لوجود مخرجين منمقين يرغبون في فرض رؤيتهم على الأعمال، بل الغلبة للمخرجين الذين يخضعون لقواعد الأستوديو، ويكونون قادرين على تقديم الأفلام المطلوبة جماهيريًا في أقصى سرعة وبأقل تكلفة.
وأصبح على المخرجين إما الخضوع لهذه القواعد، أو البحث بصورة مضنية عن منتج يقدم لهم أفلامهم الخاصة من بين شركات الإنتاج الصغيرة في ذلك الوقت، وبعض المخرجين استطاعوا التماشي مع نظام الأستوديوهات الشهيرة وتقديم أفلامهم الخاصة.
على الجانب الآخر، حصل بعض المخرجين على حريتهم بإنشاء شركات إنتاج خاصة بهم، مثل شركة الممثلين المتحدين، التي أنشأها كل من الممثل والمخرج تشارلي شابلن والمخرج جريفيث.
وحتى اليوم، لا زالت هناك المناوشات ذاتها بين المخرجين وشركات الإنتاج، والتي تظهر حتى في عملية المونتاج التي قد تصر الشركة المنتجة على تعديلها بما يتوافق مع رغبات السوق، على عكس نسخة المخرج من الفيلم، أو تغيير النهاية.
سينما المؤلف
ووصفوا هذه السينما بأنها فن الكتابة بالصورة بدل القلم، والأهم أن المخرج في ظل هذه النظرية هو المسؤول الأول والأخير عن الفيلم من دون سطوة الأستوديوهات كما يحدث في أميركا.
وانتقلت هذه النظرية بصورة سريعة إلى الولايات المتحدة، وبدأت سلسلة من التشكيك في قواعد الصناعة السينمائية الأميركية، وأهمية الأفلام والأنواع، ولكن منظري ونقاد السينما الفرنسية ذاتهم كتبوا وأثبتوا أن المخرجين الذين عملوا تحت سطوة الأستوديو استخدموا نظرية سينما المؤلف حتى قبل إقرارها في فرنسا، مثل ألفريد هيتشكوك ملك التكنيك.