t
Mona Fathi

مراجعة فيلم Knives Out.. سكاكين ريان جونسون المُشهرة تحفر اسمه في عالم الجريمة

يحصل بطلنا "هارلان ثرومبي" هنا على موتة تليق حقاً بأحد أكثر مؤلفي روايات الجريمة شهرة ونجاحاً، حيث تستقر واحدة من سكاكين ريان جونسون _مؤلف الفيلم ومخرجه_ المُشهرة داخل عنق العجوز "هارلان" مُنهية حياته في صباح اليوم التالي لعيد ميلاده الـ 85، لتبدأ بذلك أحداث فيلم الجريمة والدراما المُطعّم بالكوميديا Knives Out الذي سيصحبنا فيه المحقق "بينويت بلانك" على مدار ساعتان تقريباً محاولاً الوصول لإجابة السؤال الصحيحة هل مات "هارلان ثرومبي" منتحراً كما يبدو الأمر في ظاهره أم مات مقتولاً مع سبق الإصرار والترصد؟


مراجعة-فيلم-Knives-Out..-سكاكين-ريان-جونسون-المُشهرة-تحفر-اسمه-في-عالم-الجريمة

Advertisements


ريان جونسون يغرد داخل السرب بنغماته الخاصة جداً

لم يخرج ريان جونسون عن سرب المألوف والمتوقع من أفلام الجريمة ملتزماً بكلاسيكيات الحرفة المعروفة لصناعة فيلم ممتع ومشوق قبل أي شيء آخر، وهو ما تحقق بالفعل حيث جاء فيلم Knives Out ممتعاً كما يجب لتلك النوعية من الأفلام أن تكون، إلا أننا لابد وأن نُشيد هنا ببراعة ريان جونسون في تقديم حبكة متقنة مدروسة التفاصيل ومفعمة بالكوميديا التي أضافت للنص الكثير، ليخرج الفيلم في النهاية لطيفاً ومشوقاً يحمل من المفاجأت ما يُبقى المُشاهد يقظاً ومتحمساً من بداية الأحداث وحتى نهايتها.


Advertisements


Knives Out يعطي كل بطل من أبطاله عباءة جديدة تليق به

Knives-Out-يعطي-كل-بطل-من-أبطاله-عباءة-جديدة-تليق-به
© 2019 Lionsgate

لم تكن الحبكة الرائعة التي لم تستهن بعقل المشاهد وحدها هي سبب نجاح الفيلم وتحقيقه لإيرادات مرتفعة في أيام عرضه الأولى، فبالإضافة لذلك فقد كان الأداء التمثيلي لأبطال العمل جيداً للغاية بالرغم من صغر مساحات بعض الأدوار هنا، إلا أن النص المكتوب بذكاء شديد نجح في منح أبطاله لحظات تألق حفظت لكل شخصية حضورها وجاذبيتها.


وبالرغم من ذلك أنا لست هنا للحديث عن الأداء الرائع لأبطال الفيلم فالمفاجأة الأكبر هي تقديم الأبطال لأدوار مختلفة نوعاً ما عما سبق وتم تقديمه من قبل، الأمر بمثابة إعادة اكتشاف وخطوة أولى نتوقع بعدها مزيداً من الخطوات الموفقة مستقبلاً، نخص بالذكر "آنا دي آرماس" في دور "مارتا كابريرا" التي تقدم الأداء الأفضل والأكثر إقناعاً هنا خاصةً مع عدم قدرتها على الكذب التي أعطتها انطباعاً طفولياً محبباً وقريباً من القلب.


أما عن "دانيال كريغ" في دور المحقق " بينويت بلانك" فقد قدم لنا أداءً مسرحياً ساخراً بلكنة ريفية طريفة وبلا مبالغة زائدة، شخصية لا يمل منها المشاهد أبداً وربما يرغب في رؤيتها مرات عدة مع قضايا مختلفة فالمزيد من "بينويت بلانك" لا يضر أبداً!


Advertisements


منزل آل ثرومبي يتخلى عن بطولته

منزل-آل-ثرومبي-يتخلى-عن-بطولته
© 2019 Lionsgate

عادةً ما تشارك أماكن التصوير البطولة في تلك النوعية من الأفلام وهو الأمر الذي لم يتحقق هنا بالقدر المعتاد بالرغم من أجواء التصوير الجميلة، إلا أن القصر الفخم قوطي التصميم توارى خلف حضور قاطنيه ولم يستطع فرض شخصية للمكان كما لابد لها وأن تكون، ربما كان ذلك راجعاً لكون الفيلم مكدس بالأحداث والمفاجأت التي تظهر واحدة تلو الأخرى بشكل لا يسمح للمشاهد بفرصة للتأمل في تلك الصورة الرائعة التي يستحق معها صنّاع الفيلم ومنتجه "ديفيد كرانك" تحية كبيرة تقديراً للمجهود الرائع المبذول ليظهر المكان بتلك الصورة التي لم تأخذ حقها في العرض كما يجب.


Advertisements


Knives Out فيلم ممتع كما يجب له أن يكون ولكن.. هل يكفي ذلك؟

Knives-Out-فيلم-ممتع-كما-يجب-له-أن-يكون-ولكن..-هل-يكفي-ذلك؟
© 2019 Lionsgate

مع كل ما سبق وذكرناه هنا يمكننا أن نقول أن فيلم Knives Out يستحق عن جدارة لقب أمتع أفلام 2019، الفيلم يضع المشاهد على مدار ساعتان في حالة من التشويق والإثارة والمتعة، الأمر الذي أجده أنا كمشاهدة كافي تماماً فالسينما متعة قبل أي شيء، إلا أن صنّاع الفيلم لم يكتفوا بذلك وحاولوا دس بعض الرسائل هنا كالحديث عن العدالة الإجتماعية وأحوال المهاجرين، وكلها أمور بالرغم من توظيفها بذكاء لم يُفسد الفيلم لحسن الحظ إلا أنها بالتأكيد كانت لا تليق بالفيلم وموضوعه وبلا أي داعي تقريباً.


ربما كان الهدف من وضعها هو إضافة بعض الثقل للفيلم لإتاحة له الفرصة ليلحق بركب الجوائز والمهرجانات التي عادةً ما يتم إختيار أفلامها أكثر عمقاً من فيلمنا اليوم "سكاكين مُشهرة / Knives Out" وذلك لما يظنه بعض النقاد أن الأفلام الكوميدية والبسيطة هي أفلام أقل أهمية من الأفلام الدرامية النفسية المركبة، وهو الأمر الذي لا أتفق معه على الإطلاق، فسحر السينما ورسالتها الأهم هي تحقيق السعادة والمتعة للمشاهد وهو ما حققه لنا هنا فيلم Knives Out  بكل تأكيد.


أخيراً يمكننا أن نقول أن فيلم Knives Out يعد واحداً من أفضل أفلام 2019، ويحقق لسينما العام التنوع المطلوب ويستحق تماماً الإشادة به وبصنّاعه ويرقى بل وقد يتفوق أيضاً على أفلام أجاثا كريستي بحبكته المتقنة والمشوقة، لذا نحن هنا نأمل أن يكون له نصيب من جوائز أوسكار 2020 وإن كنت لا أظن أن ذلك سيحدث فعلاً.


أنظر أيضاً: أعظم 10 أفلام من الألفية الجديدة يجب على كل عاشق للسينما أن يكون قد شاهدها


أضف تعليق... send
comment url

أفلام ومسلسلات ذات صلة