10 أفلام متعددة التصنيفات تناولت تأثير الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي

أصبح الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية بالنسبة للجميع حتى أن معظمنا لم يعد قادراً على تخيُل كيف كانت حياته قبل ظهوره وانتشاره، وقد تسببت تلك الظاهرة الاجتماعية في إثارة الكثير من الجدل حول الإنترنت وما ترتب عليه من آثار سلبية وإيجابية، وبطبيعة الحال ما كانت تلك الظاهرة المُتفشية لتمر على المُبدعين مرور الكرام.

وقد وجد عدد -غير قليل- من مُبدعي السينما في ظاهرة انتشار الإنترنت والتعلق المرضي به مادة خصبة لتقديم قصص متنوعة، كانت نتيجة ذلك ظهور العديد من الأعمال السينمائية التي تمحورت حبكتها الرئيسية حول العوالم الافتراضية وعلاقة المجتمعات المعاصرة بتكنولوجيا الاتصالات الحديثة، من خلال السطور التالية سنتعرف معاً على مجموعة من أبرز الأعمال التي تمتاز بتنوع تصنيفاتها.

Searching (2018)

تدور أحداث فيلم Searching في إطار من الإثارة والتشويق حول الأمريكي الأسيوي ديفيد كيم الذي تختفي ابنته في ظروف غامضة، وحين تعجز التحقيقات الرسمية عن كشف ملابسات تلك الواقعة يضطر الأب إلى تولي الأمور بنفسه، من ثم يتمكن من الولوج إلى حسابات الابنة الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي التي تقوده للعديد من الحقائق غير المتوقعة.

أنظر أيضا: مراجعة فيلم Searching.. رجل يبحث عن ابنته المفقودة داخل العالم الرقمي في قصة مشوقة

كان فيلم Searching أحد مفاجآت عام 2018 وحقق نجاحاً كبيراً على الصعيد التجاري ونال إشادة كبيرة من معظم النقاد، الفيلم من إخراج آنيش شاجانتي الذي شارك أيضاً في كتابة السيناريو الخاص به، بينما شارك في بطولته كل من جو تشو ودييبرا ميسينج.

Disconnect (2012)

يركز الفيلم الدرامي المثير Disconnect على تأثير تكنولوجيا الاتصالات الحديثة على العلاقات الاجتماعية، ذلك من خلال تتبع مسيرة عِدة أفراد، حيث أن كل منهم تأثر بصورة مختلفة بالطفرة الهائلة التي شهدها مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال العقود الأخيرة، هذا كله في إطار درامي تشويقي.

تنطلق أحداث فيلم Disconnect من قلب إحدى غرف الدردشة على الإنترنت التي تلتقي الصحفية الطموحة نينا دونام من خلالها بشاب يُدعى كايل، تعرف منه أنه يمارس بعد الأعمال الغير المشروعة ويتم استغلاله من قبل بعض الأشخاص وهو دون السن القانونية، وتسعى نينا فعلياً لمساعدته ومن ثم تتصاعد الأحداث وتقودهم  لكشف العديد من الجرائم والأفعال المُشينة، والعامل المُشترك الوحيد بينهم هو شبكة الإنترنت!

Hackers (1995)

يُصنف فيلم Hackers ضمن أفلام الجريمة وتدور أحداثه حول الطفل ذو الإحدى عشر عاماً الذي يتمكن -رغم صغر سنه- من اختراق أنظمة الكمبيوتر وبالتالي يتسبب في خسائر فادحة لبورصة نيويورك، بناء على ذلك يصدر ضده حكماً بمنعه من استعمال الأجهزة الرقمية لحين بلوغه الثامنة عشر، ولكن تحدث نقطة التحول الأبرز في حياته حين يلتحق بالمدرسة الثانوية ويلتقي كيت ليبي التي تحاول الاستفادة من مهاراته الفائقة.

يعد فيلم Hackers، إنتاج 1995، من أوائل الأعمال السينمائية التي تطرقت إلى الجرائم الإلكترونية. الفيلم من بطولة أنجلينا جولي وإخراج إيان سوفتلي، وقد حقق الفيلم نجاحاً جيداً عند طرح نسخ العرض المنزلي الخاصة به وحاز على تقييمات مقبولة على المواقع المختصة بالسينما رغم عدم تحقيقه للنجاح المتوقع في شباك التذاكر المحلي عند عرضه.

Nerve (2016)

تدور أحداث فيلم الجريمة والإثارة Nerve حول الفتاة الشابة فينوس التي تنضم حديثاً إلى معهد كاليفورنيا للفنون، وفي تلك الأثناء تتعرف من خلال صديقتها سيدني على لعبة إلكترونية مُنتشرة عبر الإنترنت تُسمى "تحدي Dare"، تعتمد تلك اللعبة على قيام اللاعب بخوض مجموعة من التحديات التي يتم تحديدها من قبل المُتابعين، ترغب فينوس في جني الأرباح عبر الإنترنت من خلال تلك اللعبة لكن مع مرور الوقت تصبح الأمور أكثر تقعيداً مما تظن.

يعد فيلم Nerve من الأفلام القليلة التي تناولت تأثير الألعاب الإلكترونية المُنتشرة على الإنترنت والتي أثير الجدل حولها في الآونة الأخيرة، الفيلم من بطولة إيما روبرتس وديف فرانكو وجوليت لويس وأحداثه مُقتبسة عن رواية تحمل نفس العنوان بينما تولى إخراجه هنري جوست.

The Social Network (2010)

ينتمي فيلم The Social Network إلى تصنيف أفلام السيرة الذاتية والدراما؛ إذ تستعرض أحداثه جانباً من حياة مارك زوكربيرغ -مؤسس موقع Facebook- منذ أن كان طالباً جامعياً إلى أن أصبح مالك أحد أكبر مواقع التواصل الاجتماعي وأوسعها انتشاراً على مستوى العالم، مع التركيز على حياته الشخصية وأبرز العراقيل والتقلبات النفسية التي مَرّ بها في تلك الفترة.

تم إنتاج فيلم The Social Network في عام 2010 وحقق نجاحاً كبيراً آنذاك، إذ فاز بثلاث جوائز أوسكار من أصل ثمانية ترشيحات. الفيلم من إخراج ديفيد فينشر وجسد شخصية مارك زوكربيرغ خلال أحداثه الممثل جيسي آيزينبيرغ.

Friend Request (2016)

تدور أحداث فيلم الرعب والتشويق Friend Request حول الفتاة المراهقة لورا المُصابة بهوس التواصل الاجتماعي، لكن تنقلب حياتها رأساً على عقب حين تقوم بإلغاء صداقتها على موقع "فايسبوك" مع إحدى الفتيات الغامضات، لتتفاجئ خلال أيام قليلة بأن تلك الفتاة قد انتحرت، ومن ثم تجد لورا نفسها مُطاردة من قبل كيان شيطاني يسعى إلى قتل المُقربين منها ليُذيقها مرارة الوحدة!

فيلم Friend Request تم إنتاجه في عام 2016 وهو من إخراج سيمون فرهوفن ومن بطولة أليسيا دينام كاري بطلة مسلسل Fear The Walking Dead، وقد حاز الفيلم على تقييمات متوسطة على معظم المواقع السينمائية.

رغم الانتقادات التي واجهها الفيلم والتي كان بعضها في محله، إلا أنه يبقى من الأعمال السينمائية القليلة التي استطاعت التطرق إلى قضية إدمان الإنترنت وتناول تأثيره على فئة المراهقين على الأخص بصورة غير مباشرة، وقد تم كل ذلك دون التأثير على المتعة السينمائية أو الإخلال بالمقومات المُعتادة لفيلم الرعب التشويقي.

Ingrid Goes West

Ingrid Goes West © Universal Studios

يروي فيلم Ingrid Goes West قصة الفتاة الشابة إنجريد ثوريون المُصابة بهوس مواقع التواصل الاجتماعي، بعد سلسلة من الصدمات تقرر الانتقال من بنسلفانيا إلى لوس أنجلوس بهدف تتبع إحدى نجمات التواصل الاجتماعي التي تابعتها لفترة طويلة من خلال تطبيق "انستغرام"، مع وصولها إلى لوس أنجلوس تبدأ سلسلة طويلة من المتاعب والمفارقات غير المتوقعة.

يجمع فيلم Ingrid Goes West بين أنماط فنية متعددة فهو يمكن تصنيفه فيلماً كوميدياً أو أحد أفلام الطرق وليس ببعيد عن النمط الدرامي الاجتماعي، وقد برع الفيلم في تسليط الضوء على قضية هوس الإنترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت بؤرة اهتمام المراهقين والشباب خلال الألفية الثالثة، ولعل أبرز ما يُميز الفيلم هو السيناريو المُحكم والمُمتع.

حصل فيلم Ingrid Goes West على تقييمات نقدية متوسطة على كبرى المواقع السينمائية في العالم وحقق أرباحاً جيدة بالنسبة لميزانية إنتاجه الهزيلة، الفيلم من إخراج مات سبيسر ومن بطولة أوبري بلازا وإليزابيث أولسن وقد حاز سيناريو الفيلم على عِدة جوائز عالمية.

The Circle (2017)

يتتبع فيلم The Circle مسيرة الفتاة الشابة ماي التي تحصل على وظيفة العمر بالنسبة لها حين تلتحق بفريق إحدى أكبر الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتواصل الاجتماعي، لكن تتعقد الأمور حين يحثها مؤسس الشركة إيمون بايلي على خوض تجربة جديدة تفرض عليها تجاوز المعايير المعمول بها وخرق حواجز خصوصية الحياة الشخصية!

تناول فيلم The Circle قضايا الإنترنت من منظور مختلف حيث ركز على كواليس هذا العالم الافتراضي وحياة القائمين عليه وأهدافهم، كما تطرق لإحدى القضايا الشائكة التي تم تجاهلها لفترة كبيرة وهي مدى التزام مُؤسسي تلك المواقع بمعايير حماية الخصوصية وبيانات المستخدمين، وهي القضية التي شغلت الرأي خلال السنوات الأخيرة بعد انتشار الكثير من الأنباء حول استغلال بيانات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض مختلفة.

تم تقديم فيلم The Circle في عام 2017 وحقق نجاحاً جيداً في شباك التذاكر العالمي وتلقى تقييمات نقدية متوسطة، الفيلم من إخراج جيمس بونسدلت ويشارك في بطولته توم هانكس وإيما واتسن وكارين جيلان.

You’ve Got Mail (1998)

يروي فيلم You’ve Got Mail قصة الثنائي كاثلين وجو اللذان يَعتبران بعضهما البعض ألد الخصوم في الحياة الواقعية، بينما تجمعهما علاقة صداقة قوية في عالم التواصل الافتراضي عبر الإنترنت دون أن يدري أي منهما بحقيقة الأمر، ومن ثم تتوالى الأحداث وتتصاعد في إطار من الكوميديا الخفيفة.

يعتبر فيلم You’ve Got Mail من أوائل الأعمال التي تناولت العلاقات الافتراضية وتأثير الإنترنت على حياتنا؛ إذ يرجع تاريخ إنتاجه إلى عام 1998، الفيلم يجمع بين النجمين توم هانكس وميج رايان وهو من إخراج نورا إفرون.

Eighth Grade (2018)

تدور أحداث الفيلم الدرامي الكوميدي Eighth Grade حول فتاة مراهقة تعاني من القلق وهي على أعتاب تجاوز الأسبوع الأخير بالصف الثامن قبل الانتقال إلى المدرسة الثانوية، لكنها في ذات الوقت تحاول التغلب على تلك المشاعر من خلال تقديم النصائح للآخرين من خلال مقاطع مصورة تقوم بنشرها عبر المدونة الخاصة بها على الإنترنت.

اتسم فيلم Eighth Grade بقدر كبير من الواقعية ولعل هذا كان أبرز العوامل التي ساهمت فيما حققه من نجاحات وجذبت إليه فئة المراهقين ممن رأوا أنه يُعبر عنهم بصدق، ليصبح بذلك أحد الأعمال القلائل التي تطرقت لتأثيرات الإنترنت بنظرة موضوعية دون السقوط في فخ المبالغة سواء في رصد السلبيات أو تعديد المزايا.

فيلم Eighth Grade من تأليف وإخراج "بو بورنهام" وتم عرضه في أواخر عام 2018 وحقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر حيث تجاوزت إيراداته 13 مليون دولار أمريكي بينما قُدرت ميزانيته بمليوني دولار فقط، كذلك حاز الفيلم على تقييمات مرتفعة وتلقى عدد كبير من المراجعات النقدية الإيجابية.

انتقل الى الرابط