شاهدنا في الحلقة الماضية كيف انتهى ملك الموتى وانتهت معه تلك الحرب النارية التي أبادت ما يقارب من نصف جيوش وينترفيل، ولكنها في النهاية خرجت منتصرة في معركتها التي إعتقدت وأعتقدنا معها أنها المعركة الكبرى، ولكن ما حدث في حلقة اليوم يقول لنا بوضح أن لـ "سيرسي" رأي آخر، فالقادم كما هو واضح لايبشر بأي خير، فما يبدو لي الآن هو أننا سرعان ما سنفقد أنفاسنا التي بدأنا للتو إلتقاطها مرةً أخرى!
لازلنا هنا في وينترفيل التي احتلت المساحة الأكبر في حلقتنا اليوم، حيث بدأت الحلقة بداية مؤثرة متوقعة ودعت فيها وينترفيل ضحاياها، فبدموع دينيريس على سيرا جورا بدأنا، وبنحيب سانسا على ثيون مررنا، لنصل في النهاية لخطاب جون سنو المؤثر عن شجاعة وتضحية الراحلين التي ستبقى رمزًا ومعنى كبيرًا تتناقله الأجيال حتى النهاية، تصاحب هنا الكاميرا الكلمات وتعطينا نظرة وداع أكثر قربًا لضحايا معركة الأبطال.
بعد تلك البداية المؤثرة، إنتقلنا مباشرة لقاعات الاحتفال بالنصر، فالبرغم من كل شيء وينترفيل منتصرة ولابد لها أن تحتفل، تدور كؤوس الشراب على الجمع المحتفل وتدور معها أعين "جيندري" الضائعة بحثًا عن آريا التي غابت عن الإحتفال.
بينما يبحث "جيندري" عن "آريا"، تقوم دينيريس هنا بمفاجأة تحاول بها كسب المزيد من الحلفاء، حيث تمنح "جيندري" حكم ستورم إند واعتباره نجلًا شرعيًا لروبرت باراثيون، يؤيد الجميع القرار المفاجىء وترتفع الكؤوس إحتفالًا فوق احتفال قبل أن يواصل جيندري بحثه عن آريا ليجدها تحتفل بطريقاتها الخاصة جدًا بعيدًا عن صخب قاعات الهائجة، فيخبرها بقرار دينيريس المفاجىء ويطلب منها الزواج ومشاركته حياته الجديدة، نظن هنا مع سعادة آريا بتلك الأخبار أن ذلك الربط بين عائلة ستارك وعائلة باراثيون الذي سبق و أراده الملك روبرت سيتحقق، إلا أن آريا تفاجئنا وتفاجىء جيندري برفضها الزواج كونها لم تخلق لتكون زوجة، وبالفعل نجد آريا بعد ذلك تخطط للعودة إلى كينجز لاندج لتكمل مهمتها غير المنتهية بعد.
نعود للحفل مرةً أخرى لنجد دينيريس تقابل التفاف الرجال حول جون وإشادتهم وشجاعته بنظرة مظلمة رافضة لما يحدث ولكنها سرعان ما تتحول لأخرى مختلفة تمامًا عندما تقابل مع نظرات جون لها، يظهر هنا فاريس في خلفية المشهد يراقب ما يحدث في صمت.
على الجانب الآخر يحتفل جايمي لانستر وبريان، ويشاركهما تيريون بالنصر بواحدة من العاب الشراب التي تقود كلًا من جايمي وبريان لغرفة مغلقة الأبواب وينتهي الأمر بمشهد حميمي متوقع ومنتظر من قِبل قطاع كبير من المشاهدين، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يستطيع جايمي بدء علاقة جديدة والولاء لها بعد كل ما سبق ومر به مع سيرسي؟
أما عن الباب المغلق الآخر فقد اجتمع خلفه كلًا من دينيريس وجون سنو، اجتماع بدأ براية المشاعر الدافئة والتوسل الناعم التي رفعتها دينيريس في محاولة منها لإقناع جون بعدم افشاء حقيقة نسبه لأي شخص أخر، إلا أن تلك المشاعر الدافئة سرعان ما انقلبت لقسوة باردة حين أخبرها جون بضرورة اخبار سانسا وآريا بحقيقته، هذا التحول وسابقه الذي أشرنا اليه سلفًا يجعلنا نتسأل هل لازلت دينيريس كما نعرفها أم أصابها جنون السلطة وهوس اعتلاء العرش كما أصاب والدها المعروف للجميع بالملك المجنون، وهو الأمر الذي أشار اليه فاريس لاحقًا في حديثه عنها مع تيريون حين قال "أنا قلق بشأن حالتها الذهنية"، سؤال لازلنا لم نعرف إجابته بعد، ولا نملك إلا أن ننتظر الحلقات القادمة لنرى ماذا سيحدث.
يتساءل الجميع منذ الحلقة الإفتتاحية للموسم الأخير، هل حقًا سيفعلها برون ويقتل جايمي وتيريون ليحصل على رضا سيرسي ومكافأتها السخية؟ بقي السؤال بلا إجابة حتى حلقة اليوم، حيث وصل برون لوينترفيل وقرر عقد صفقة جديدة مع جايمي وتيريون بعد أن وجد أن فرصة سيرسي في النجاة ضعيفة في ظل وجود التنانين ونيرانها، صفقة من المقرر أن يحصل فيها على هايغاردن التي تمثل ضعف ما كان سيحصل عليه في اتفاقه مع سيرسي.
يعارض جايمي الأمر في البداية ولكنه يرضخ في النهاية لقرار أخيه بإعتباره فرصة النجاة الوحيدة المتاحة. نرى بعد ذلك جايمي يغادر الشمال ويذهب لمساندة سيرسي بعد أن رأى مدى سوء حالها وضعف فرص نجاتها، وهو الأمر الغريب الذي أظنه ينطوي على مفاجأة سنعرفها مع الحلقات القادمة ولكن دعنا لا نضع تخمينات مسبقة وننتظر لنرى ما سيحدث
بجيشٍ لم يتعافى بعد من معركة الموتى الأحياء تتوجه دينيريس نحو كينجز لاندين لتبدأ معركتها لإعتلاء عرش الممالك السبعة، لتفاجئها سيرسي بالضربة الأولى التي يسقط ضحيتها تنينها رايجال في أحد أكثر مشاهد الحلقة إيلامًا، ثم تأتي الضربة الثانية حين تقع ميساندي رهينة في الأسر بعد أن يدمر يورون أسطول دينيريس تمامًا، تفقد تلك الضربات البقية الباقية من صواب دينيريس فتقرر الهجوم وإبادة الجميع في طريقها للحصول على العرش، رافضة السماع لصوت فاريس الرافع لراية المنطق و الرحمة، ليتدخل تيريون في الحال بإقتراح طلب الهدنة مع سيرسي بشرط أن تسلّم نفسها وتطلق سراح ميساندي.
يغرد تيريون هنا في أحد أفضل مشاهد حلقة اليوم على نقطة ضعف سيرسي ووترها الحساس قائلًا
"أعلم أنك لا تهتمين لشعبك ولماذا تهتمين أساساً؟ هم يكرهونكِ وأنت تكرهينهم؛ لكنّكِ لست الوحش الذي تظهرين عليه، دائماُ ما أحببتي أبناءكِ أكثر من نفسكِ وأكثر من الجميع، أتوسل إليكِ إن لم يكن من أجلكِ فمن أجل ابنكِ، حكمكِ انتهى لكن هذا لا يعني أن حياتكِ يجب أن تنتهي أو أن يموت ابنكِ"
ولكن بالرغم من تأثر سيرسي الواضح بتلك الكلمات إلا أنها ترفض الخضوع وتبدأ بأول بوادر الشر وتقوم بقطع رأس ميساندي التي كانت أخر كلماتها "دراكاريس / أحرقوا" لتنتهي الحلقة مع اشتعال غضب دينيريس المنذر بحرب طاحنة قادمة ستقضي على الأخضر واليابس.
بالرغم من تجاوز مدة الحلقة لأكثر من 75 دقيقة، وبالرغم من المساحات المخصصة للحوارات المطولة التي رأيناها وسمعناها اليوم إلا أن الحلقة لازالت ناقصة ومبتورة من حيث ردود الأفعال، فجميعنا انتظر أن يرى ردة فعل سانسا وآريا بعد معرفة حقيقة جون سنو، إلا أن صنّاع العمل قرروا تجاهل المشهد تمامًا، ثم بعد ذلك عرفنا أن سانسا قامت بنقل الخبر لتيريون ولكننا لم نرى أيضًا المشهد ولم نتعرف على ردات الفعل على حدث قوي كذلك الحدث، لم أفهم هنا سر هذا التجاهل ولم أجد له أي سبب!
في النهاية ليس علينا الآن سوى الإنتظار لحلقة الأسبوع القادم المبشرة بالمزيد من الأحداث المثيرة والمعارك
الطاحنة.