t
Mahmoud Hussien

لدواعي سياسية واعتبارات فنية.. كل هؤلاء رفضوا استلام جائزة الأوسكار

لدواعي-سياسية-واعتبارات-فنية-كل-هؤلاء-رفضوا-استلام-جائزة-الأوسكار

يمثل حفل توزيع جوائز الأوسكار الحدث السينمائي الأبرز والأهم سنوياً والذي يترقبه الملايين من محبي السينما على مستوى العالم، بطبيعة الحال أصبح مجرد الترشح لتلك الجائزة حلماً يراود النسبة الغالبة من صُنّاع السينما -في مختلف الفروع الفنية- ويعتبرون الفوز بها شرفاً عظيماً يسعون إليه سعياً، تلك الجوائز تقدم من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة "Academy of Motion Picture Arts and Sciences" وشهد عام 1929 أول حفل لتوزيع جوائز الأوسكار.

الأمر الثابت والمؤكد أن لكل قاعدة استثناء وهذا أيضاً ينطبق على جائزة الأوسكار الرفيعة، حيث سجل التاريخ بعض حالات الرفض للجائزة السينمائية الأبرز، وذلك تحديداً موضوعنا اليوم حيث نستعرض معكم أبرز من رفضوا استلام جائزة الأوسكار بعد إعلان فوزهم بها رسمياً.

Advertisements


بيتر أوتول Peter O'Toole

بيتر أوتول Peter O'Toole

تحققت نجومية الممثل الأيرلندي بيتر أوتول من خلال ما قدمه من أعمال سينمائية بالغة التميز على مدار مشواره الفني المديد من بينها فيلم Lawrence of Arabia عام 1962 وفيلم The Lion in Winter عام 1968 وفيلم My Favorite Year عام 1982 وغيرهم الكثير، وقد قاده تميزه للفوز بالعديد من الجوائز الشهيرة مثل جائزة "إيمي" وجائزة "جولدن جلوب" إلا أنه كان عَثِر الحظ دائماً حين يتعلق الأمر بالأوسكار.

بحلول عام 2003 كان قد تلقى بيتر أوتول 7 ترشيحات لجوائز الأوسكار ولكن لم يفز بأي منها، فقررت الأكاديمية منحه جائزة الأوسكار الشرفية "Honorary Award"، إلا أنه أعلن رسمياً رفضه لذلك التكريم معبراً بذلك عن سخطه لعدم فوزه بالجائزة التي تمثل حلماً بالنسبة له، وعلل ذلك بأنه لا يزال ناشطاً في مجال الفن وأمامه الفرصة للحصول على جائزة تنافسية بدلاً من الشرفية.

خاضت الأكاديمية مفاوضات مطولة مع بيتر أوتول وفي النهاية عَدَل عن قراره بعدما أقنعوه بأن الحصول على الجائزة الشرفية لا يحد من فرصه في الحصول على جائزة تنافسية مستقبلاً وضربوا له مثلاً بالممثل "هنري فوندا"، وقد رُشح أوتول للأوسكار مرة واحدة بعدها في عام 2006 عن فيلم Venus ولكنه أيضاً لم يفز بها، ليرحل عن عالمنا في 2013 دون أن يحقق ذلك الحلم الذي راوده طويلاً.



إنغمار برغمان Ingmar Bergman

إنغمار برغمان Ingmar Bergman

يحتل السويدي إنغمار برغمان مرتبة متقدمة دائماً ضمن قوائم أفضل صُنّاع السينما -كمخرج وكاتب سيناريو- في تاريخ الفن السابع، فقد قدم أكثر من 50 عملاً سينمائياً خلال مسيرته الفنية التي دامت لأكثر من نصف قرن، من أبرز أعماله فيلم Smultronstället عام 1957 وفيلم Ansikte mot ansikte عام 1976 وفيلم Fanny och Alexander عام 1982.

كان موقف إنغمار برغمان من جائزة الأوسكار واضحاً ومعلناً على الدوام حيث كان يصفها بـ"الإهانة العقلية"، وقد قال أن لو كان بإمكانه منع أفلامه من المشاركة في أي مهراجانات لفعل ذلك، وحين تلقى أول ترشيح لجائزة الأوسكار من فئة أفضل سيناريو أصلي عام 1960 أرسل خطاباً رسمياً للأكاديمية يعلن من خلاله رفضه لذلك الترشيح وطلب منهم تجاهله في المستقبل.

ما حدث كان على النقيض تماماً حيث أن الأكاديمية هي من تجاهلت طلب إنغمار برغمان أو بالأحرى كانت إبداعاته السينمائية أروع من أن يتم تجاهلها في موسم الجوائز، بناءً على ذلك تلقى عشر ترشيحات للأوسكار -بينهم ثلاثة ترشيحات في عام واحد- وأُعلن فوزه بواحدة منها بالفعل، لكنه ظل ثابتاً على موقفه رافضاً الاعتراف بتلك الترشيحات أو استلام الجائزة.

Advertisements


كاثرين هيبورن Katharine Hepburn

كاثرين-هيبورن-Katharine-Hepburn

كاثرين هيبورن بلا شك واحدة من أكثر الممثلات موهبةً في تاريخ السينما ومصنفة رسمياً ضمن أساطير الشاشة، حيث قدمت على مدار أكثر من أربعة عقود عدد كبير من الأفلام التي لاقت نجاحاً كبيراً جماهيرياً ونقدياً، لكنها كانت رافضة على الدوام للمشاركة بأي فعاليات سينمائية تنافسية وكانت تُعلن موقفها هذا في اللقاءات الصحفية بشكل صريح قائلة "لا أؤمن بشيء يسمى جائزة سينمائية وأراها لا تستحق التصارع عليها".

المفارقة الغريبة أن كاثرين هيبورن برغم رفضها المُعلن للجوائز بصفة عامة وجائزة الأوسكار بشكل خاص إلا أنها سجلت من خلالها رقم قياسي، حيث فازت بها أربع مرات عن فيلم Morning Glory عام 1934 وفيلم Guess Who’s Coming to Dinner عام 1968 وفيلم The Lion in Winter عام 1969 وأخيراً فيلم One Golden Pond عام 1988 ولكنها لم تتسلم أي منهم!

لم يكن ذلك الرقم القياسي الوحيد المُتعلق بجوائز الأوسكار المُسجل باسم النجمة كاثرين هيبورن، بل أنها لفترة طويلة بقيت مصنفة كالممثلة الأكثر ترشحاً للأوسكار بإجمالي 12 ترشيحاً حتى تجاوزتها الممثلة ميرل ستريب، لكن العجيب أن كل تلك الإنجازات -التي تمثل حلماً بعيداً بالنسبة لغالبية نجمات السينما العالمية- عجزت عن دفع كاثرين هيبورن للتراجع عن موقفها.



دادلي نيكولز Dudley Nichols

دادلي-نيكولز-Dudley-Nichols

كان الروائي وكاتب السيناريو الأمريكي دادلي نيكولز من أوائل من رفضوا استلام جائزة الأوسكار، حيث كان ذلك في عام 1936 حين أعلنت الأكاديمية منحه جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو عن فيلم The Informer، إلا أن في تلك الفترة كانت هناك أزمة مُثارة بين الأكاديمية المانحة للجائزة من ناحية ورابطة الكُتاب الأمريكيين من ناحية أخرى، وقد جاء قرار الرفض تأييداً منه لأحقية الكتاب والمخرجين في إنشاء اتحادات مستقلة عن سلطة الأكاديمية واستوديوهات الإنتاج. 

لم يحضر دادلي نيكولز مراسم توزيع الجوائز فقامت الأكاديمية بإرسال الجائزة إلى منزله باليوم التالي، إلا أنه لم يتراجع عن موقفه وقام بإعادتها إلى رئيس الأكاديمية مرة أخرى مصحوبة بخطاب يؤكد فيه تضامنه التام والكامل مع حقوق الكُتاب، مؤكداً أن قبوله الحصول على الجائزة سوف يكون بمثابة خيانة لزملائه من أعضاء الرابطة.

لم تنقطع صلة دادلي نيكولز بجوائز الأوسكار بعد تلك الواقعة بل تلقى ثلاث ترشيحات أخرى لجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو عن أفلام The Long Voyage Home عام 1940 وفيلم Air Force عام 1943 وفيلم The Tin Star عام 1957 ولكن لم يكن له نصيباً في الحصول على أي منهم، لتكون بذلك جائزة الأوسكار المرفوضة هي الجائزة الوحيدة التي فاز بها.

جورج سي سكوت George C. Scott

جورج-سي-سكوت-George-C.-Scott

يصنف جورج سي. سكوت كأحد ألمع نجوم السينما خلال خمسينات وستينات القرن الماضي، حيث قدم أداءً متقناً بأغلب الأعمال التي شارك بها سواء في أدوار رئيسية أو مساندة، من أشهرها فيلم Anatomy of a Murder عام 1959 وفيلم The Hustler عام 1961، وهو يُعد من بين مُبدعي هوليود غير المعترفين بالجوائز والمنافسات الفنية.

كان جورج جي. سكوت رافضاً على الدوام لفكرة إدراج اسمه ضمن قوائم المرشحين للأوسكار، وفي عام 1971 مُنحت له الجائزة بالفعل عن دوره بفيلم Patton ولكنه كالمعتاد لم يكن حاضراً بالحفل فتسلم الجائزة بدلاً منه المنتج فرانك ماكارثي، لكن باليوم التالي مباشرة تمت إعادة الجائزة إلى الأكاديمية مرة أخرى بأمر من جورج.



بول نيومان Paul Newman

بول-نيومان-Paul-Newman

يمتلك الممثل بول نيومان تاريخاً فنياً زاخراً بالعديد من الأعمال المميزة التي قدمها على مدار أكثر من خمسة عقود كاملة وساهمت في تحقيق نجوميته وتصنيفه ضمن أروع الممثلين في تاريخ هوليود، من بين تلك الأعمال -على سبيل المثال لا الحصر- فيلم The Hustler عام 1962 فيلم Rachel, Rachel عام 1969 وفيلم The Verdict عام 1983.

تلقى بول نيومان أول ترشيح لجائزة الأوسكار في عام 1958 عن دوره بفيلم Cat in a Hot Tin Roof، ومن ثم توالت إبداعاته وتكرر معها ترشيحه للجائزة، لكنه لم يفز بها إلا بعد مُضي قرابة 30 عاماً وتحديداً في عام 1986 عن دوره بفيلم The Color of Money وآنذاك امتنع نيومان عن حضور الحفل أو تلقي الجائزة التي تسملها بدلاً منه صديقه روبرت وايس، وحين تم سؤاله عن السبب أجاب بمرارة "الأمر أشبه بملاحقة امرأة جميلة لمدة ثمانون عاماً وحين تميل لك أخيراً لا يسعك إلا قول آسف لقد تعبت حقاً!".

يذكر أن بول نيومان قد تلقى جائزتي أوسكار شرفيتين خلال مسيرته الفنية الأولى في عام 1986 والثانية عام 1994، كما تلقى ترشيحين آخرين بعد فوزه، الترشيح الأول كان في عام 1994 عن فيلم Nobody’s Fool والثاني كان من فئة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم Road to Perdition عام 2002.

Advertisements


وودي آلن Woody Allen

وودي-آلن-Woody-Allen

وودي آلن هو اسم غني عن التعريف نظراً لكونه أحد ألمع وأنجح وأشهر صُنّاع السينما، وهو يُعد أحد أكثر المبدعين ترشيحاً للأوسكار حيث تلقى خلال مسيرته الفنية أكثر من 20 ترشيحاً لجوائز الأوسكار متنوعة الفئات ما بين أفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل ممثل، لكنه كان دائماً وأبداً من أبرز الرافضين لفكرة الجوائز وتبريره لذلك "إذا كان الآخرين صائبين في قولهم بأحقيتي بالجائزة فإنهم سيكونوا صائبين أيضاً حين يقولوا أني لا استحقها".

كان موقف وودي آلن هذا واضحاً من البداية حيث رُشح لثلاث جوائز أوسكار في عام 1978 عن تحفته السينمائية Annie Hall وفاز باثنتين منهم بالفعل، لكنه لم يحضر الحفل ولم يرغب في استلام الجوائز، وقد تكرر الأمر في عام 1987 عند فوزه بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي عن فيلم Hannah and Her Sister ومرة ثالثة في 2012 حين فاز بنفس الجائزة عن فيلم Midnight in Paris.

يذكر أن وودي آلن يرفض مجرد حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار أو أي مهراجانات أخرى، لم يقم بذلك إلا في عام 2002 بصفته مقدماً للحفل وليس مُرشحاً، وقد قال أن مشاركته هذه كان الهدف منها دعم صناعة السينما والترفيه والبلاد بشكل عام في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية.



مارلون براندو Marlon Brando

مارلون-براندو-Marlon-Brando

يعد مارلون براندو أحد أشهر النجوم الكلاسيكيين وقد ارتبط اسمه بالعديد من الروائع مثل فيلم The Godfather الذي يعد من الأيقونات السينمائية الخالدة، وفيلم A Streetcar Named Desire عام 1951 وفيلم !Viva Zapata عام 1952 وفيلم On the Waterfront عام 1954 وغيرهم العديد والعديد من الأفلام، كما أنه يعد أيضاً صاحب واقعة رفض الأوسكار الأكثر شهرة في تاريخ الجائزة العريقة.


نال مارلون براندو جائزة الأوسكار الثانية في مسيرته عن دور فيتو كورليوني بفيلم The Godfather، لكنه لم يتوجه إلى الحفل وأرسل نيابة عنه فتاة عرّفت نفسها بأنها واحدة من سكان أمريكا الأصليين المعروفين باسم "الهنود الحُمر"، وقد قرأت الفتاة خطاباً مختصراً يعلن من خلاله براندو رفضه للجائزة احتجاجاً على ما تعانيه من اضطهاد تلك الفئة من السكان وما يعانونه من انتهاكات في الولايات المتحدة الأمريكية.
أضف تعليق... send
comment url

أفلام ومسلسلات ذات صلة