t
عماد بدوزة

مراجعة فيلم الرعب The Nun.. الدعاية المفرطة للفيلم أفسدت الفرجة والتشويق المنتظر

مراجعة فيلم الرعب The Nun.. الدعاية المفرطة للفيلم أفسدت الفرجة والتشويق المنتظر
The Nun (Valak) - © Warner Bros.
لطالما عودتنا أفلام The Conjuring وفيلم Annabelle Creation على رحلة مرعبة تُنسيك أنك تشاهد فيلم رعب، بل تجعلك تعيش الأحداث وكأنك عنصر فيه، لكن بمجرد أن انتقلت عدوى خلق عالم سينمائي للمنتجين حتى تدهورت الجودة السينمائية في مقابل الكمية. فيلم The Nun كان عبارة عن عمل سينمائي واعد لكنه انتهى بفيلم غير مؤثر سيمر مرار الكرام ولن يترك بصمته كما فعلت الأجزاء السابقة.

Advertisements

بما أن يبدأ الفيلم تشعر وأنه تم التسرع في إنجازه، فنتج عنه عمل غير مقنع إلى حد ما، فأصبحت جوانبه السلبية أكثر من الإيجابية، حيث سنحاول في هذه المراجعة جرد الجيد، والسيء في القصة والذي كان سببا في تفويت فرصة ذهبية في قصة حول شخصية كانت تعتبر مثيرة للاهتمام من قبل.

قبل ذلك، تدور قصة فيلم The Nun حول قس مسيحي اسمه الأب "بورك" يتم إرساله من طرف الفاتيكان إلى بلدة ريفية برومانيا من أجل التحقيق قي موتٍ غامضٍ لراهبة يُعتقد أن السبب وراء ذلك كائن شيطاني من زمن غابر، حيث سيُساعده في تحقيقه راهبة شابة لها علاقة غامضة بما يجري في تلك البلدة.

إن أول خطأ ارتكبه الواقفون وراء هذا الفيلم هو الدعاية المفرطة والمبالغ فيها لحد أفسدوا أهم عناصر الفيلم السينمائي؛ التشويق! بكثرة العروض الدعائية والبوسترات التي أعطت لشخصية الراهبة أو ما يسمى بـ الشيطان Valak حيز كبير، جعلونا لا نُحس بحظورها القوي في الفيلم. تخيل لو أنهم لم يُظهروها في العروض الدعائية والبوسترات نهائيا، أو على الأقل بنسب قليلة جدا، ستكون ذات حضور مرعب وقوي في الفيلم.

Advertisements

عند مشاهدتي للفيلم، أغلب المشاهد التي تكون فيها هذه الراهبة حاضرة لم تُلقي فيَ ذلك الرعب الذي كنت أنتظره، لماذا؟ لأنني شاهدتها أكثر من مرة في التريلرات والبوسترات لدرجة فقدت تأثيرها، رغم أنه عندما سمعنا أنهم سيُنتجون فيلما عن هذه الشخصية بعد The Conjuring كنت متشوقا لمشاهدتها. وكما نعلم، فكثرة التكرار تُولد الملل. لذا، إذا لم تتعرض لتلك التخمة الدعائية للفيلم، فربما ستبقى لديك فرصة لقضاء تجربة أقوى مع هذه الشخصية.

بالنسبة للقصة، التي تعتبر أهم عنصر يجب الحديث عنه، كانت معالجتها من جانب تاريخي مثير للاهتمام وجميل، حيث تم التطرق لتاريخ غابر في الزمن لأصل الأحداث ومن أين أتت هذه الشخصية، لكنهم أفسدوا الأمر عندما غاصوا في بعض هذه التفاصيل التاريخية التي كانت نمطية بعض الشيء وكأنك تُشاهد قصة فانتازيا وليس فيلم رعب.

وهذا دون الحديث عن الأحداث التي كانت سريعة جدا حيث ستترك فيك انطباعا أنهم يُريدون إنجاز الفيلم في أسرع وقت من أجل ربطه بالأجزاء السابقة (The Conjuring و Annabelle). وهذا الأمر له ثمن باهض، فالقصة هي أهم عنصر في الصناعة السينمائية وإن لم تعمل جيدا في كتابتها وجعلها محبوكة بدون إطالة أو إيجاز فأنت أمام فيلم تجاري محض، وهذا يُثبته ما حققه الفيلم على صعيد البوكس أوفيس.
نهاية الفيلم (أو بالأحرى المرحلة الثالثة من الفيلم) كانت أسوء لحظة في الفيلم بأكمله، وكأنه شريط أكشن هوليوودي نمطي. ليس هكذا يجب إنهاء الفيلم، فالنهاية تعتبر أهم مرحلة في مراحل الفيلم، وأنْ تقلبها من فيلم رعب إلى قتال وصراع وكأنك تشاهد أفلام توم كروز، فهذا أسوء ما يمكن أن يصل له كتاب السيناريو والمخرج في صناعة السينما.

Advertisements

يبقى أفضل شيء في الفيلم هو الرعب القوي الذي خلقته طريقة التصوير وتموضع وتحرك الكاميرا، أضف لذلك الإضاءة الرائعة التي أضفت جوا مرعبا والكثير من التشويق رغم ضعف تسلسل الأحداث، وهذا بطبيعة الحال كان وراءه منتج الفيلم "جيمس وان" الذي كانت لمسته واضحة في هذا الجانب في الفيلم خصوصا إذا شاهدت أفلام The Conjuring. وكان سيكون الأمر مختلف لو أنه هو من تكفل بإخراج الفيلم عوض Corin Hardy.

يبقى الفيلم لا بأس به، خصوصا لمن يُشاهدون هذه الفئة من الأفلام من وقت لآخر، حيث أنهم قد يستمتعون بعض الشيء، لكن بالنسبة لروادها فقد يكون الفيلم مخيب للآمال إلى حد ما، وبدون شك لن يعتبروه واحد من أقوى الأفلام التي شاهدوها على الإطلاق. بالنسبة لنا، العمل يبقى لا بأس به كما قلنا ويستحق أن يكون من أفضل أفلام الرعب لهذه السنة لكن في مراتب متأخرة جدا، لأن هناك أفلام رعب أخرى من هذه السنة تعتبر اقوى وأفضل بكثر.

أضف تعليق... send
comment url

أفلام ومسلسلات ذات صلة