t
Mahmoud Hussien

مراجعة الجزء الرابع من مسلسل La casa de papel.. بدايات مبشرة ونهاية كتبتها الفوضى!

la-casa-de-papel

ينطلق الجزء الرابع من مسلسل La casa de papel مباشرة من حيث انتهت أحداث الجزء الثالث، وكان مُطالباً بالوفاء بثلاثة وعود افتراضية قدمها مُسبقاً للمشاهد وهم الحفاظ على مستوى الإثارة والتشويق الذي قدمه الجزء السابق -والذي يُعد من أفضل مواسم المسلسل- والمضي قدماً في الخطوط الفرعية المتعددة التي بقيت معلقة وأخيراً إيجاد حلول ملائمة لكافة التعقيدات التي وضعها لنفسها، والسؤال الواجب طرحه هنا هو: لأي مدى استطاع الجزء الرابع من La casa de papel الوفاء بتلك الوعود؟


جدير بالذكر بأن الجزء الرابع من مسلسل الجريمة والإثارة La casa de papel أو Money Heist قد تم طرحه قبل أيام قليلة عبر شبكة نتفليكس، وهو يُعد أحد الأعمال التلفزيونية التي تتمتع بجماهيرية كبيرة وتحظى بدرجة عالية من الترقب. المسلسل من تطوير الكاتب أليكس بينا وهو يُصنف ضمن أنجح إنتاجات نتفليكس ويعتبر العمل -غير الناطق بالإنجليزية- الأكثر مشاهدة عبر منصتها.


Advertisements


البناء التصاعدي للسيناريو بالحلقات الأولى

la-casa-de-papel
© 2020 Netflix

نجح سيناريو الجزء الرابع من مسلسل La casa de papel -خاصة في الحلقات الأولى منه- في التقدم بخطوات ثابتة على الخطوط الثلاثة الرئيسية التي وضعها لنفسه من البداية وهم تعامل عصابة "دالي" مع الوضع المتأزم داخل بنك إسبانيا، ومحاولات البروفيسور للنجاة أولاً واستعادة التحكم بالأمور الآخذة في الانفلات من قبضته ثانياً، وأخيراً الخط الخاص بالخصم متمثلاً في الأجهزة الأمنية التي تحاول استغلال تلك الفوضى لصالحها.


تمكن سيناريو مسلسل La casa de papel في إحداث حالة من التوازن بين الخطوط الثلاثة التي كانت تتقدم -أو تتطور- بنفس المُعدل تقريباً وبالتالي لم يطغ أيهم على الآخرين أو بالأحرى لم يفقد المشاهد اهتمامه بأيهم، خاصة أن السيناريو جعل تلك الخطوط تتقاطع مع بعضها البعض عند نقاط محددة وتؤثر في بعضها البعض بشكل ما، وعمل على استغلال ذلك في إيجاد حلول لبعض التعقيدات أحياناً وفي أحيان أخرى كان يستغلها لخلق المزيد من التعقيدات.


أما العنصر الأهم والذي كان له بالغ الأثر في الارتقاء بمستوى الحلقات الأولى من الجزء الرابع للمسلسل هو قدرته على تطوير وتجديد شكل وأسلوب الصراع لينأى بنفسه عن شبهة استنساخ الموسمين الأول والثاني، جاء ذلك التجديد متمثلاً في وضع فريق دالي في مواجهة خصم من داخل مبنى البنك وهو قائد الحرس "غانديا"، وهو الخصم الذي لم يكن ضمن حسابات البروفيسور من البداية وتسبب ظهوره في إرباك المشهد وخروج خطة السطو عن مسارها وبالتالي زادت معه جرعة الإثارة لمستويات غير مسبوقة.


Advertisements


فوضى الحلقات الختامية

la-casa-de-papel
© 2020 Netflix

تضمنت حلقات النصف الأول من الجزء الرابع لمسلسل La Casa de Papel -وبالأخص الحلقات الخمس الأولى- العديد من المقومات التي ضمنت له التفوق والتميز، إلا أن المسلسل لم يستطع الاستفادة منها على الوجه الأكمل ولم يتمكن من استغلالها للنهاية، بل أنها سرعان ما انقلبت ضده بالثلث الأخير الذي اختلت به بوصلة المسلسل الذي بدا وكأنه لا يملك مساراً محدداً لأحداثه أو أنه بالغ في تعقيد الأحداث لدرجة جعلته عاجزاً عن حلها.


أصيب المسلسل بحالة ارتباك مجهولة السبب مع بدء العد التنازلي للنهاية، تسارعت الأحداث بدرجة رهيبة ولم يعد هناك أدنى اهتمام بالتمهيد للحدث التالي أو تبريره، الأمر الذي أسقط المسلسل في فخ المبالغات التي تجاوزت حد الأقصى لما يمكن تقبله بمراحل وصار السيناريو في تلك المرحلة مفككاً ومليئاً بالفجوات، ولا يزيد الأمر سوءاً سوى أن تلك الفوضى العارمة كان المراد الوحيد منها هو دفع أحد الخطوط الفرعية في اتجاه معين للاستفادة منه مستقبلاً ليس إلا.


انعكس ذلك التخبط سلباً على كافة العناصر الفنية الأخرى التي تراجع مستواها بشكل ملحوظ خلال تلك المرحلة وفي مقدمتها الإخراج بطبيعة الحال الذي بدا عاجزاً تماماً عن ضبط إيقاع المسلسل بالإضافة إلى الأداء التمثيلي الذي لم يكن في أفضل حالاته من الأساس في هذا الجزء إذا ما تمت مقارنته بما تم تقديمه بالأجزاء السابقة وبالأخص الجزء الثالث، وإجمالاً يمكن القول بأن آخر حلقتين من المسلسل كانتا شبه منفصلتين عن باقي أحداث الجزء.


Advertisements


بين مبالغات الحاضر وتلفيقات الماضي

la-casa-de-papel
© 2020 Netflix

سار الجزء الرابع من مسلسل La casa de papel على نهج الجزء الثالث في التنقل الدائم والمستمر بين الأحداث الرئيسية التي تدور في الوقت الحاضر وبين الرجوع بالزمن لمدة خمس سنوات لتوضيح بعض الأمور المتعلقة بخطة السطو، إلا أن بذلك الجزء كان هناك شيء من الإفراط في اللجوء إلى ذلك الأسلوب، للدرجة التي يمكن القول معها بأن المسلسل كلما وقع في مأزق يعود للوراء من خلال مشاهد "فلاش باك" ليضع تبرير واهي ينقذه في المستقبل، كان هذا مقبولاً في البداية لكن تكراره أفسده وجعله أشبه بسلسلة من التلفيقات غير المقبولة خاصة أن في بعض الأحيان كانت تتضمن تلك المشاهد تقديم عدة شخصيات جديدة.


أما الأحداث التي تدور في الوقت الحاضر فقد عانت من السقوط المتكرر في فخ المبالغة، صحيح أن أحداث مسلسل La casa de papel منذ البداية تتخطى المنطق بصورة نسبية، إلا أن في هذا الجزء كانت المبالغة فجة وانقلبت في كثير من الأحيان إلى شطحات يصعب تقبلها، حتى أن الثلث الثاني من الجزء الرابع -والذي يعد الأفضل- لم يسلم من ذلك العيب واتسمت مشاهد الحركة والمطاردات التي تضمنها بالكثير من المغالاة في التصميم والتنفيذ وحتى النتائج المترتبة عليها.


Advertisements

la-casa-de-papel
© 2020 Netflix

في النهاية يمكن القول بأن الجزء الرابع من مسلسل La casa de papel أهدر العديد من الفرص الكبرى بصورة يمكن وصفها بالساذجة، فنصفه الأول كان يؤهله لأن يوصف بأحد أفضل مواسم المسلسل ولكن حلقاته الختامية -للآسف الشديد- حجزت له مكاناً في ذيل القائمة، يمكن إرجاع ذلك لسبب وحيد هو تبدل أولويات صُنّاعه فلم يعد تقديم عمل مميز يأتي على رأسها، إنما صار هدفهم الرئيسي هو استثمار نجاح المسلسل من خلال تمديده وتقديم مواسم أخرى منه.


أنظر أيضاً: مراجعة مسلسل La casa de papel.. عندما يُبدِع الإسبان، لكن!


أنظر أيضاً: مراجعة الموسم الثالث La Casa de Papel.. بعد أن أصبح القناع رمزاً البروفيسور يضرب ضربته الثانية


أضف تعليق... send
comment url

أفلام ومسلسلات ذات صلة