انخفضت أرباح دور العرض السينمائية عبر العالم مقارنة بسنة 2019 بسبب إغلاقها، حيث قد تفقد عائدات تتراوح بين 20 و 31 مليار دولار بحلول نهاية عام 2020.
قاعات السينما أصبحت هذه السنة من أكثر القطاعات تضرراً وقد تفقد أرباح تصل لـ 31 مليار دولار. لحد الآن، سنة 2020 أثبتت أنها سنة صعبة جداً بالنسبة للاقتصاد بصفة عامة بسبب قرار الحجر المنزلي بسبب جائحة فيروس COVID-19 الذي ضرب العالم بأسره. والقطاع السينمائي يعتبر من بين أكثر القطاعات التي تضررت بشكل مروع. الصين، الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية أغلقت دور العرض السينمائية، وبالتالي لم تستطع هذه الأخيرة حصد أرباح البوكس أوفيس التي تعتمد عليها بشكل كلي. وعلى الرغم من أن بعض القاعات السينمائية ستبدأ في إعادة فتح أبوابها قريباً بقدرات استيعابية منخفضة، أغلب سلسلات دور العرض السينمائية المستحوذة على لاسوق مثل قاعات AMC و Regal ستبقى مغلقة إلى أجل غير مسمى.
Advertisements
لكن، كم ستخسر قاعات السينما من عائدات بالضبط؟ وفقاً لمجلة Variety، فإن سلسلة قاعات السينما Omdia فقدت حوالي 70 في المائة من عائدات مما كانت قد حققته في نفس المدة من سنة 2019. في أواخر 2019، القطاع السينمائي حقق ما مجموع 42 مليار دولار. إذا استمر على الحال على ما هو عليه، فسيفقد القطاع أرباح تتراوح ما بين 20 و 31 مليار دولار بحلول نهاية سنة 2020. دايفيد هانكوك، مدير المجال السينمائي في شركة Omdia، يتوقع في حالة استطاعت قاعات السينما أن تفتح أبوابها قريباً وتنعش عائداتها من جديد، ستكون قد فقدت عندها حوالي 58 في المائة من الأرباح مقارنة بالأرباح التي حققتها السنة الماضية بحلول أواخر 2020.
Regal Cinemas
على أي حالة، فدور العرض السينمائية ليست الوحيدة، فالأفلام والشركات الموزعة لها تعاني أكثر، حيث اضطرت العديد من الأعمال السينمائية المنتظرة في 2020 أن تتخذ قراراً صعباً وتأجل تاريخ إصدارها لوقت لاحق. أفلام مثل Black Widow و Wonder Woman 1984 و No Time to Die فضلت أن تؤخر تاريخ إصدارها إلى أواخر هذا العام بعد أن كانت مقرر أن تصدر هذا الصيف، بينما تم تأجيل إصدار أفلام أخرى إلى عام 2021. أما أفلام مثل Trolls World Tour غيرت خطتها وأصدرتها شركاتها للتأجير على الأنترنت خارقةً اتفاقيتها مع قاعات السينما، الشيء الذي تسبب في مشاكل بين Universal Pictures، استوديو إنتاج وتوزيع الفيلم، وقاعات السينما.
Advertisements
وحسب العديد من الدراسات الاستقصائية، فإن رواد السينما متلهفين للعودة إلى قاعات السينما لأنها الطريقة الأمثل لمشاهدة الأفلام بدلاً من المشاهدة في المنزل. لكن رغم ذلك، هناك أيضاً نسبة كبيرة من رواد السينما خائفين من التجمع في دور العرض والقاعات السينمائية في الوقت الحالي بسبب الفيروس، يضيف مدير Omdia دايفيد هانكوك.
"القضية الرئيسية الآن هي إعادة الطمأنينة. في أصلها، السينما هي وسط اجتماعي تُخرج الناس من منازلهم من أجل تجربة سينمائية جماعية. بالمناسبة، هذه هي النقطة التي غالباً ما يفتقدها نقاد السينما. خلال هذه الظروف غير المسبوقة، أهم نقاط القوة بالنسبة للسينما أصبحت نقطة ضعفها. أصبحت فكرة أن تكون اجتماعياً خطراً الأن حيث الابتعاد الجسدي أصبح يسمى بالتباعد الاجتماعي. وبالتالي فالجمهور يجب أن يقتنع أنه أن تكون في فضاء اجتماعي هو مكان آمن للتواجد فيه."
على أي حال، من المهم ألا تتسرع قاعات السينما في فتح أبوابها بحجة إنقاذ الاقتصاد. فالفيروس يجب أن يختفي قبل أن نبدأ في الفتح بقدرات استيعابية كاملة مرة أخرى. أما رواد السينما فيمكنهم تعويض رغبتهم الشديدة من خلال الاعتماد على تأجير الأفلام من الأنترنت والاستعانة بشبكات الستريمينغ من منازلهم أو الرجوع للطريقة الكلاسيكية في مشاهدة الأفلام من خلال الحضور بسياراتهم لطريقة العرض في الهواء الطلق، والتي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال هذه الأوقات.